.
سوق مدبوكو..رأس المال المختفي تحت أعرشة الريف(تقرير مصور) |
تقرير ـ الشيخ أحمد بن البان
"تراجعت حيوية السوق بعد كارثةالطينطان..لكنه بدأمنذسنة يستعيد حيويته بعد أن فتح التجار روافد تجارية أخرى"..بهذه الكلمات لخص العمدة السابق لبلدية مدبوكو السيد محمد بن الشيخ بن أحمد لعبيد قصة سوق مدبوكو الذي عايش نشأته وأشرف عليه من موقع المسؤولية 3سنوات..لا يحتاج محمد بن الشيخ لكثير من مفردات "النشرة الاقتصادية" كي يحدثك عن "صوك مدبوكو"التي تقام كل أحد في تلك المدينة الواقعة على الحدود الموريتانية المالية..ويؤمها كل التجار ماليين وموريتانيين حاملين كل أنواع البضائع.سوق"كل شيء"
لن تفتقد أي شيء.. هنا أصناف الحبوب وماركات الملابس وموديلات الهواتف وصرف العملات..هناك أيضا الأدوية الإنسانية والبيطرية وأصنافا وراء ذلك كثيرا..كل شيء يباع هنا بأرخص الأثمان..لا ضرورة لحمل النقود..فمبادلة البضائع بعضها ببعض عملة رائجة بهذا المكان..هنا تباع الدراجات النارية بثمن بعضه ملابس وبعضه شياه غنم والبعض الآخر قد يكون مدا من الفاصوليا..حتى المشعوذين يأتون في هذا اليوم ليبيعوا أوهامهم لزبائن جاءوا لنفس الغرض..موعد لتسويق الخرافة لن يخلفه العراف ولا من يعتقد في طلاسمه.الغربي..يحج لها التجار والباعة من كل حدب وصوب..بحثا عن حوائج وبضائع قد لا تتوفر في ذلك المكان مرة أخرى..
حركة الأموال
هنا أيضا تنشط حركة صرف العملات..العملتان الرئيسيتان هنا هما الأوقية والفرنك الافريقي ذلك أن المبادلة التجارية هنا تقع بين تجار ماليين وموريتانيين..حركة المال قوية هنا لحد كبير..يقول أحد التجار إن400سيارة تأتي لهذا السوق من مختلف الجهات الرافدة له..وأن ما يناهز 500طن هي متوسط ما يباع بهذا السوق يوميا من أنواع الحبوب والغلال هكذا يقول أحد قدماء التجار بسوق مدبوكو..هذا دون ما يباع هناك من أصناف تجارية أخرى.التهريب المزدوج
التهريب أيضا ينشط هناك بدرجة كبيرة والسلطات عاجزة عن السيطرة على شبكاته المعقدة..المهربون من وإلى موريتانيا يستغلون بعد المنطقة عن الأنظار وضعف الرقابة الحدودية هكذا يقول أحد التجار بمدبوكو طلب عدم ذكر اسمه ويضيف:إن ما يناهز 20سيارة للتهريب تشحن من مدبوكو محملة بمختلف البضائع..أغلب البضائع التي تهرب لمالي هي(الزيت ـ السكر ـ الأرز ـ دقيق القمح"الفارين" ـ الصابون ـ السردين).السلطات الغائبة
رغم حيوية السوق ونشاط مختلف التجار والمهربين ورغم حساسية المنطقة الحدودية فإن أغلب الناس هنا يحدثك عن ضعف الرقابة الأمنية، وأن الرشوة تستشري هناك بشكل كبير..يقول أحد التجار إن شبكات التهريب تؤمن كل أنشطتها برشوة السلطات ونقاط التفتيش، وإن انشغال الأمن بمطاردة المهربين نظرا لما يعود عليه من أموال منهم جعل عمليات السرقة والسطو تكثر وتستشري دون رقيب.أما محمد المهدي بن الحاج اعمر فيقول إن الأمن هنا يتغاضى عن من يعطيه رشاوى ولو أدخل المحرم ويضايق من لا يقدم له تلك الرشاوى ولو كان بريئا ولم يرتكب أي مخالفة.نقلا عن موقع السراج الإخباري
0 التعليقات:
إرسال تعليق